العاب الرعب وتحديدا العاب رعب البقاء أو الرعب النفسي باتت من أنواع الألعاب التي تبتعد عنها الشركات مؤخرا بكونها لاتحقق الكثير من النجاحات على الصعيد التجاري، الإسم الشهير خلف شهرة ونجاحات هذا النوع من الألعاب “شينجي ميكامي” ومبتكر سلسلة العاب ريزدنت ايفل يعود مجددا لما يبدع فيه بتقديم لعبة رعب بقاء جديدة بعنوان The Evil Within مع فريق التطوير الخاص بع “تانقو” والأن وبعد سنوات من الإنتظار نحصل على اللعبة ونتعرف على مستواها، هل أعاد ميكامي تعريف العاب الرعب؟ لنتعرف على الإجابة سويا.
لنتحدث أولا عن جانب القصة بلعبة The Evil Within، ستلعب من خلال المغامرة بشخصية المحقق Sebastian Castellanos وبإحدى الأيام تحدث عدد من جرائم القتل بمستشفى الصحة النفسي بالمدينة ومباشرة يتوجه Sebastian مع زميله Joseph والمحققه Julie لمسرح الجريمة ومن هنا تبدأ الكوارث، أعداد كبيرة من الجثث ملقاة بأرض المستشفى و مجرم غريب قادر على الإختفاء و الظهور يطيحك أرضا وعندما تستيقظ تجد نفسك بعالم مجنون مع الكثير من القتل و الإجرام بشكل لا يتخيله العقل البشري، حقيقة قصة اللعبة تبدأ بشكل مشوق ولكن مع تقدم الأحداث يقل الإهتمام كثيرا بالتفاصيل وستجد نفسك غير مهتم بشكل كبير مع القصة وشخصياتها.
لنتحدث عن الجانب التقني بهذه اللعبة، The Evil Within هي لعبة تم تطويرها لأجهزة الجيل السابق في بداية الأمر قبل نقلها أيضا لأجهزة الجيل الجديد، ذلك ملاحظ جدا من خلال اللعبة بكافة تفاصيلها، لا أعني هنا بأن الرسوم سيئة على الإطلاق فهي جيدة جدا بالكثير من العناصر فيها ومنها تفاصيل شخصية Sebastian على سبيل المثال و التصاميم بعالم اللعبة وعندما أتحدث عن التصاميم فأنا أقصد الـArt وليس جودة الرسوم نفسها، تقدم اللعبة فلتر بكامل أحداثها لتعطيها طابع أفلام الرعب بفترة الثمانينات الميلادية و للمزيد من السينمائية تقدم التجربة معها حدود سوداء بأسفل و أعلى الشاشة وحقيقة هذا الأمر مزعج بكثير من المرات بكونه يحجب مجال الرؤية كثيرا مهما كان حجم شاشتك.
بشكل مجمل الرسوم بهذه اللعبة هي خليط مابين الجيد والمتوسط، فعلى سبيل المثال تصاميم الأعداء حقيقة يفتقد للكثير من الإبتكار ويقدم معه جودة وضوح منخفضة بتفاصيلهم، أيضا هنالك بعض المشاكل التقنية على صعيد الرسوم من إختفاء بعض الأشياء وسرعة ظهورها أو كما نسميه Pop Up وأيضا تداخل الأجسام وبعض الهبوط بمعدل الإطارات وغيرها من الأمور، عروض القصة باللعبة متفاوتة جدا فالبعض منها يبدو وكأن عملية تطويره جاءت بوقت مبكر ولم يتم تعديله كثيرا بوقت لاحق.
على صعيد الصوتيات فهذه اللعبة أيضا تقدم خليطا مابين الجيد والمتوسط، أصوات الشخصية متفاوتة جدا ولكن على الأقل الرئيسية منها تقدم تمثيل صوتي مميز، لاتوجد الكثير من الألحان بهذه اللعبة وأصوات الصرخات و الرعب بداخل المراحل هو أكثر ما ستسمعه، أيضا أصوات الطلقات النارية متفاوت جدا من حيث المستوى.
هنالك حقيقة بعض المشاكل المزعجة بأسلوب اللعب، أهمها نظام التصويب! حقيقة لا أدري ماهي المشكلة تماما ولكن مؤشر التصويب ليس دقيق وستجد نفسك تصوب بالجدران بدلا من الأعداء حتى مع قرب المسافة بينكم، أيضا الكاميرا باللعبة ليست مثالية، ففي كثير من المرات وخصوصا بالمناطق الضيقة ومع قرب الكاميرا أو زاوية التصوير من الشخصية ستجد نفسك بمكان لايسمح لك بمشاهدة عدوك أو مايحدث على الشاشة.
كأي لعبة من هذا النوع تختلف الأسلحة مابين المسدس العادي و البندقية وطالق السهام و القنابل وبالتأكيد هذه اللعبة لاتقدم لك الكثير من الذخيرة وستجبرك على محاولة إكتشاف الحلول أو الإستفادة من بيئة اللعبة من الأفخاخ فيها وغيرها من الأمور لمحاولة الإطاحة بالأعداء.
حقيقة كنت أتمنى الكثيرمن هذه اللعبة، ولكن بمجرد تجاوزي لاول فصلين من القصة و الدخول بأسلوب اللعب لباقي الأحداث فيها شعرت بالكثير من خيبة الأمل، فاللعبة تحمل معها الكثير من المشاكل التي لاتجعل هذه التجربة مثالية بشكل كبير بكافة عناصرها، هذه الأشياء محبطة بعض الشيئ ومع ذلك سيستمتع الكثير من اللاعبين بلا شك بهذه اللعبة لغياب هذا النوع من الساحة ولكونها تقدم لعبة مسلية بنهاية الأمر حتى مع كل العيوب فيها، هل هي أفضل من العاب ميكامي السابقة؟ بالتأكيد لا، هل هي أفضل لعبة رعب بقاء صدرت بالأسواق مؤخرا؟ للأسف لايمكن قول ذلك.
محبي العاب الرعب بإمكانكم الإستمتاع بهذه اللعبة، ولكن كمحرر لايمكنني أبدا التغاضي عن عيوبها الكثيرة، قد أكون قد حملت الكثير من التوقعات لهذا العنوان ولذلك جاءت النتيجة مخيبة بعض الشيئ، ولكن لا بأس بالكثير من اللحظات الحماسية التي قدمتها لي اللعبة خلال التجربة.
نظام لعب مسلي مع الكثير من اللحظات المرعبة والقتالات الحماسية، بيئة جميلة تقدمها اللعبة
مشاكل بالكاميرا و التصويب وبعض المشاكل التقنية وضياع الإهتمام بالقصة مع المبالغة بطول الأحداث
The Evil Within تقدم معها تجربة لعبة رعب مسلية بالكثير من الجوانب فيها ولكن مع الكثير من المشاكل أيضا، بغياب العناوين لهذا النوع من الألعاب فهي عنوان مناسب جدا لمحبي العاب الرعب.