Ubisoft إستطاعت أن تجد الوصفة المناسبة لسلسلتها Far Cry من الجزء الثالث، لذا لم يكن عجيبا أن يستفيد الجزء الجديد والذي يحمل الرقم 4 من الأشياء التي بُنِيَ عليها الجزء السابق مع بعض الإضافات هنا وهناك لجعل التجربة أفضل.
Far Cry 4 تأخذنا لأرض Kyrat، مكان متخيل من فريق اللعبة، تلعبون دور Ajay Ghale الذي يعود لمسقط رأس والدته حاملا رمادها وقوفا على وصيتها الأخيرة، وصولا إلى هناك يجد نفسه عالقا في حرب أهلية بين شرير اللعبة الجديد Pagan Min وجنود المقاومة المُنظمين الذين يسمون أنفسهم Golden Path، القصة في الحقيقة كما كان متوقعا جاءت لتحرك الأحداث فقط في بيئة اللعبة المفتوحة وتخدم أسلوب اللعب، كما يصعب التشبث بالشخصيات رغم المجهود الظاهر لجعل كل واحدة تملك شخصية مختلفة ومتفردة.
اللعبة تملك ترسانة من الأسلحة المختلفة، البعض منها قابل للتشخيص، وكما ذكرت سابقا تعطيل أبراج الراديو يمكنكم من الحصول على أسلحة بشكل مجاني بدل شرائها بالعملة الكايراتية. الأسلحة تعتبر صديقا وفيا وستساعدكم في قتل الأعداء بطرق مختلف، وبها ستقومون بصيد الحيوانات للإستفادة من جلودها وفرائها لترقية أكسسواراتكم، الصيد ممتع وستجدون أنفسكم تبحثون عن حيوان معين لتشخيص حقيبة السلاح لحمل كمية أكبر من الأسلحة أو الذخيرة. ذلك ليس كل شيء، فالمال ونقاط الخبرة مهمة أيضا، من خلالها تحصلون على قدرات جديدة كإمكانية قتل عدوين دفعة واحدة، أو إستخدام بذلة الطيران، ودعوني أشر لكون اللعبة تكافئكم بالشكل الصحيح ولاتبخل عليكم لا بالمال ولا بنقاط الخبرة وغيرها كما تدعوكم لإستكشاف العالم من حولكم للتقدم بشكل أسهل وأسرع.
محرك “دنيا” تجاوز عمر الشباب، ومظهر اللعبة يبدو مقبولا جدا دون أن يكون مبهرا، من حسن الحظ أن جمال البيئة يجعل التنقل في بيئة Kyrat رحلة سياحية جميلة، الحياة البرية تضيف الكثير ولعل ذلك أكبر ما يميز اللعبة، التنوع هنا كبير والتفاعل بين الحيونات أكبر، ذلك سيضعكم أمام مشاهد مثيرة كأن يقلبكم وحيد القرن وأنتم في السيارة، أو تشاهدون نسرا وهو ينقض على حيوان صغير. الخريطة كما قلت ليست كبيرة جدا، لكن الممتع أن اللعبة تأخذكم إلى كل شبر فيها، أسرار، أبراج، مخيمات، مهام ثانوية كثيرة، البحث عن الحيوانات، الأماكن السرية وغيرها الكثير، أضف إلى ذلك بيئة عالم Shangri-La الغريب والجميل.
اللعبة تعاني بعض الأخطاء التقنية البسيطة التي لا تؤثر على التجربة، شخصيات تعلق في بعض الأماكن ومشاكل في الإصطدامات، أشياء لا تخلو منها ألعاب العالم المفتوح، أوقات التحميل تبدو طويلة أحيانا لسبب ما، لكن كلها أشياء لا تؤثر على التجربة وذكرتها لمن يرغب في معرفة عيوب اللعبة الرسومية.
الأصوات لا تشكل نقطة قوة كما لا تشكل نقطة ضعف، أحيانا وفي أماكن محددة سترفع الموسيقى من حماسكم، أحيانا آخرى لن تنتبهوا لتواجدها. المؤثرات الصوتية تنسجم مع اللعبة، أصوات الطبيعة مثلا تجعل العالم حيا ويمكن أن تساعدكم في كشف أماكن الحيوانات. في السيارة ستسمعون شعارات ولاء لشخصية Pagan، أما إن عطلتم أبراج الراديو فستكونون مجبرين على سماع صوت Rabi Ray Rana المزعج الذي يردد عباراته كثيرا.
عمر طور القصة ليس طويلا، لكن القيام بكل شيء سيأخذ منكم ساعات وساعات، وأرى نفسي عاجزا عن ذكر كل شيء يمكنكم القيام به في عالم اللعبة من نشاطات ومهام ثانوية، وإن كان ذلك غير كافِ فإنه يمكنكم الإنضمام للاعب آخر في طور اللعب التعاوني، الطور ممتع وسيكون مفيدا لمن يرغب في مهاجمة قاعدة محصنة للعدو، التنقل بين الطور الفردي والتعاوني سريع بشرط أن تلعبوا من البداية وأنتم متصلون بالشبكة، مهام القصة تختفي بدخول لاعب آخر. غير ذلك، اللعبة تحتوي نمط لعب جماعي في أطوار مختلفة، 5 لاعبين يمكنهم التنافس ضد 5 لاعبين آخرين مع استخدام قدرات مختلفة لكل فريق وسيكون ذلك بالتأكيد الفرصة لمضاعفة المتعة وساعات اللعب، البعض الآخر سيفضل أن يقضي ساعات طويلة في طور تصميم الخرائط الذي يحمل معه آلية تصميم بسيطة.
بحكم ما قضيت في اللعبة، يمكن أن أخبركم ببساطة أنني لم أتحدث عن كل شيء، حتى بتحكمها الشبيه بالجزء السابق وقصتها المشتتة الأحداث، محتواها الكبير قادر على أن يشغلكم لساعات، بين المهام الرئيسية، الثانوية، مساعدة المرتزقة، القتال في حلبة القتال وزيارة عالم Shangri-La الغريب، كما يمكن -لمن يرى نفسه قادرا على فعل ذلك – إعادة اللعبة بما أن القصة تتغير حسب اختياراتكم وذلك منذ الساعات الأولى.
محتوى كبير، الحياة البرية، البعد الاستراتيجي لتحرير المخيمات. المؤثرات البصرية والتوجه الفني، قابلة لإعادة اللعب بتواجد خيارات مختلفة، تكافئك بالشكل الصحيح وتدعوك لإستكشاف العالم
لاشيء يستحق الذكر غير أحداث القصة المشتتة
Far Cry 4 ترث كل شيء صنع نجاح الجزء السابق وتضيف إليه ما يجعله أفضل.
0 comments:
Post a Comment